لاحظ السكان أن حجراً من إحدى الزوايا في الدور الأرضي من جهة الحمام قد وقع، لم يبدُ أن هناك من اهتم بما حدث.
عندما بدأ فصل الشتاء انفصل حجر آخر من المبنى من الجهة الجنوبية، لم ينتبه لما حدث إلا البواب، أخبر
المشرف على العمارة فقال له: هذا حجر خارجي لن يؤثر على المبنى.
عندما اشتد المطر بدأ يظهر الشرخ الأول في المبنى، اقترح المشرف أن يستشير المهندس الخبير، حضر الخبير وفحص الشرخ ولم يُبد الاهتمام اللازم للصيانة المطلوبة، لكن أحد السكان لم يرتح لما يجري؛ فأحضر خبيراً آخر وعندما فحص الشرخ أخبره أن العمارة في خطر وقد تنهار، ونبهه أن هناك شرخاً آخر في الجهة الجنوبية الغربية!
حاول الرجل التنبيه لما يجري وقال لسكان العمارة: علينا جمع المبلغ المطلوب لدعم المبنى، جمعوا بعض المال لكن العمل لم يبدأ في الوقت المناسب، فقرر الرجل المهتم الرحيل من المبنى خوفاً على أسرته، ورحل!
هل تجدون تشابهاً ما بين العمارة المنكوبة وما يجري من تجاهل وعدم اهتمام لما يجري في مؤسساتنا التعليمية والصحية، وما يجري في موضوع الطاقة ومعظم الإدارات والخدمات وغيرها مما تؤثر على حياة المواطن اليومية.
إذا انهارت العمارة، من هو المسؤول عن انهيارها؟
هل هو الإهمال أم عدم تقدير حجم الضرر، أم عدم كفاءة الخبراء، أم بفعل فاعل فاسد غير منتم وغير مهتم بحياة السكان، وهل هي دعوة للهجرة والذهاب بعيداً لأنه لا يبدو أن في الأفق ما يُبشر أن هناك حلولاً مشجعة للبقاء في العمارة أو الوطن المنكوب!