فيسبوك 19 أكتوبر 2020
قابلت هؤلاء الذين يسمونهم البلطجية ذات مرة أمام مجلس الأمة، يا للمفارقة، كنا في اعتصام أمام المجلس، لا أذكر المناسبة، قبل عدة سنوات. فوجئتُ بوجود رجال أشداء يلبسون قمصاناً بكم قصير ويحملون بأيدهم جنازيراً!
ارتعبتُ طبعاً وسألت: من هؤلاء؟ فأجابني العارفون، أشقياء من خريجي السجون، جلبوهم لتفريق الاعتصام السلمي!
بعد فترة بسيطة تفرقنا راشدين.
المرة الثانية التي لاحظتُ وجود بعضهم عندما اعتصمنا أيضاً عند دوار جمال عبد الناصر، المعروف بدوار الداخلية! يا للمفارقة أيضاً. كانوا يقذفوننا بالحجارة التي أصابت بعض الشباب والشابات في رؤوسهم، وكان الأطباء الأشاوس قد افتتحوا عيادة ميدانية لمعالجة الحالات البسيطة، وبعضهم نُقلوا للمستشفيات. أذكر أيضاً أنني هرعتُ لدوار فراس لأشتري بعض الشاش والأدوية، وقد أعطاني الصيدلي مقصاً لاستخدامه في قص اللفافات المحيطة بالرأس من عنده مجاناً.
نستنتج، أن هؤلاء الخارجين على القانون، معروفون لدى بعض الجهات التي تحفظ الأمن من المتظاهرين السلميين والمعتصمين!
أما وقد أرتكب بعضهم فيما بعد، أعمال الخاوة والاعتداء على أصحاب المحلات باستخدام الأدوات الحادة للحصولِ على المال، فهذا تحصيل حاصل، ولا بُدَّ أن هناك من يحميهم. وجاءت قضية الشاب المغدور لتكشف المخبوء، يا للمفارقة الثالثة!
لا أدري ماذا أكتب بعد هذه المقدمة الطويلة، أعتقد أن المقدمة تكفي، ولا داعي للشرح أكثر من المقدمة!