فيسبوك 16 آب 2020
خضتُ أثناء حياتي الممتدة لعقود طويلة انتخابات عدة، لكن، أهمها الانتخابات النيابية في أول دورة بعد هبة نيسان عام 1989. ثم خضت انتخابات نقابة أطباء الأسنان لعام 1992، كعضو هيئة إدارية، ثم عام 1994 لمنصب النقيب “يا لجرأتي”! ثم انتخابات رابطة الكتاب الأردنيين لدورة 2007 ودورة 2009. كان حظي في الانتخابات النيابية في محافظة البلقاء ” الفشل “، لأسباب أعرفها، فهي أول انتخابات نيابية تخوض فيها النساء الانتخابات النيابية كمرشحات. ولأن المنافسين على المقعد المسيحي كانوا أقوياء وأثرياء، وأنا العبدة الفقيرة لله التي أخذت قرضاً من بنك القاهرة/ عمان بقيمة ثلاثة آلاف دينار عداً ونقداً، لتخوض المعركة الشرسة ضد العتاعيت! وقد حصلت على ثلاثة آلاف صوت، “يعني الصوت بدينار”، يا بلاش. دخولي هذه المعركة كان بالصدفة، وقد رشحني التيار القومي عن محافظة البلقاء، لأنني كُنتُ المرأة الوحيدة التي حضرت اللقاء في بيت أمين شقير، وضم حوالي مائة شخص وحضرتي. طبعاً تغيّر الحال بعد هذه الدورة، واعتُمدَ قانون الصوت الواحد، وحرّمتُ على نفسي التفكير في هذا الموضوع، لأنني اكتشفت اللعبة الانتخابية واستحالة نجاحي، وما فائدة النجاح الفردي أصلاً إذا لم ينجح المرشح ضمن أغلبية نيابية عندها مشروع وطني تعمل على تنفيذه. عندما خضتُ الانتخابات في نقابة أطباء الأسنان، كنتُ الطبيبة التي تتجرأ على ترشيح نفسها بعد عشرين عاما من عدم وجود طبيبة في مجلس النقابة، ونجحت. ثم تجرأت ورشحتُ نفسي لمنصب النقيب في الدورة الثانية عام 1994، وكنت أول نقابية ترشح نفسها لهذا المنصب، ما عدا نقابة الممرضات والممرضين. وقد واجهت رفضاً واضحاً من عدة جهات. وقد قال لي أحد الزملاء وهو نقيب سابق، هل من المعقول أن تنجحي وأنت لديك عيوب عدة أهمها أنك طبيبة، ومسيحية وغيرها من العيوب التي اعتبرها ميزات. واكتشفتُ أن إحدى هذه العيوب أيضاً أنني لم أستشر من يعتقدون أنهم مفاتيح الانتخابات من أفراد ومؤسسات سياسية. المهم فشلتُ بجدارة أعتز بها! وللحديث بقية.