فيسبوك 9 حزيران 2020
عندما عُقد مؤتمر أطباء الأسنان العرب في بداية تسعينات القرن الماضي في المغرب العربي، قررنا المشاركة لرغبتنا في زيارة هذا البلد المطل على الأطلسي. وقد كانت رحلة من العمر، خصوصاً، أن عدد المشاركين من الزملاء كان كبيراً. لن أتحدث عن الناحية العلمية، فمعظم المشاركين في هذه المؤتمرات يختارون بعض المحاضرات المهمة لحضورها، لكن معظمنا يستغل النشاطات الاجتماعية للمشاركة بها للتعرف على ملامح البلد المضيف، وهذا ما حصل.زرنا الدار البيضاء وفاس ومكناس ومراكش، وكان الذهاب إلى مراكش من أهم ما رأيناه، مدينة لا تشبه غيرها خصوصاً وسط البلد، حيث تنبض الحياة بأشكال وألوان من البشر، التنوع في الملابس المزركشة، أغطية الرأس الجميلة، الباعة الذين ينادون على بضاعتهم بروح الدعابة، الحواة، باعة الخرز الملون، قارئات البخت، الحيوية الجبارة في مجتمع يضج بالحياة التي لم أرَ مثل هذا الاختلاف الجذاب في أي مكان آخر!وفِي المساء اخترنا مطعماً تراثياً لقضاء سهرة خاصة لنا، حيث احتوى البرنامج على حفلة عرس مغربي أصيل وطعام خاص مع الحلويات المغربية المشهورة.
عندما دلفنا إلى فناء المكان أصابتنا الدهشة من جمال الحيطان المشغولة بفن الموزاييك البديع، مصاطب وكوى ومساحات فسيحة موشاة بالألوان التي يطغى عليها اللون الأزرق بكل أطيافه.بدأ البرنامج بطقوس العرس المغربي الأصيل، حيث اختاروا زميلاً وزميلة للعب دور العريس والعروسة، بدأت فرقة مغربية بالزفة التي شاركنا بها جميعنا بجو من المرح والفرح والانبساط والضحك والمشاركة وكأننا نحضر عرساً حقيقياً.
وبعد حضور طقوس العرس ذهبنا لقاعة الطعام الرائعة، حيث العشاء المميز بألوان من الطعام الشهي التي لا أذكر أنواعه الآن، لكني أذكر أننا أكلنا بشهية، وكان كل الزملاء والزميلات في حالة من الانبساط والمرح وإطلاق النكات والطرف. عندما أتى دور الحلويات، أدركتُ أنه لا مكان لها، فطلبتُ من منسق الرحلة أن يحضرها لنا لنأخذها معنا ونأكلها في رحلة العودة إلى الدار البيضاء، وهكذا كان حيث أكلناها بشهية في الباص ونحن ننشد نشيد الفرح. بلادنا جميلة ومتنوعة ومضيافة.
يحس العربي بالانتماء لكل تفاصيل الحياة في كل البلاد العربية، وأحس أن اتحادات المهن والكتاب العربية هي تأكيد على وحدة الشعوب العربية، لأننا نحس في كل البلاد التي زرناها من خلال المؤتمرات بوحدة اللغة والمصير المشترك والثقافة التي هي أساس وجودنا.