فيسبوك 7 تموز 2020
في بيت الطالبات الثاني، الذي عشت فيه عدة سنوات، كان بيت الشابات المسيحيات في الأنتكخانة، قريب من ميدان التحرير وقريب أيضاً من كلية طب الأسنان في القصر العيني. كان يعيش في هذا البيت طالبات من الوطن العربي من لبنان والأردن وسورية والعراق وفلسطين، وطالبات مصريات من المدن الأخرى، المنصورة وبور سعيد وغيرهما. كان تنوعاً جميلاً أن نعيش مع فتيات عربيات معظمهن من الطالبات المجتهدات المجدات. تعرفت عليهن كلهن تقريباً، وكنت معجبة ببنات المنصورة حيث كن ثلاث شقيقات إحداهن طبيبة كتبت كتاباً عن عملها كطبيبة في الريف المصري، متمثلة كتاب توفيق الحكيم، يوميات نائب في الأرياف.كسبت صديقات من غزة ولا يزلن حتى اليوم من أعز الصديقات، مها الصايغ وشقيقاتها، والصديقة أسماء ترزي التي رحلت قبل أشهر، وفتيات من آل الشوا وغيرهن من فتيات فلسطين من آل عبد الهادي، إلى جانب الصديقات من الأردن، هند ملحس صديقة العمر الجميل التي كانت زميلتي ورفيقتي في طب الأسنان. كُنتُ أتشاقى في هذا البيت كثيراً، أنهض من النوم باكراً كعادتي، أمر على هند، استعجلها، لكنها تتمهل، أذهب إلى صالة الإفطار، أفطر وأحضر لها الساندوتش إذا ما تأخرنا على المحاضرة الأولى. أعود اليها وهي ترتب سريرها أنكشه وأستعجلها. تستهجن ما أقوم به، إلا أنني أظل أحثها لتكمل بسرعة، وهكذا نصل الكلية على الوقت أو متأخرين خمسة دقائق، كنا توأما معروفاً في الكلية، نعود بعد الظهر لأرى مها، ننطلق لميدان عدلي حيث يجلس خالها في مقهى جروبي، وهو رجل مسيس، نتحدث ونأكل المهلبية بالعسل ثم نعود للبيت قبل التاسعة، نشتري البقسماط، وهو نوع من القرشلة،نتعشى في صالة الطعام، لتبدأ حفلة الطعام المتأخر من خيرات ما ترسله والدة مها من غزة من البلح المحشو باللوز، يا سلام على تلك الأيام!كان الدكان الذي يقع مقابل البيت يلبي طلباتنا المتأخرة في السَبَت “السلة”.ولا أنسى أيام الخميس حيث نذهب كمجموعة للسينما ثم نمر على مطعم زينة لنأكل الساندويتشات،سأذكر حادثة مضحكة حصلت معنا، حيث بدأ النادل يأخذ الطلبات، إحدى الصديقات طلبت كبدة والثانية طلبت ساندوتش قلوب والثالثة طلبت ساندوتش مخ، ملت على صاحبتي وهمست. كل واحد بيطلب اللي ناقصه، سمعني النادل وقال: أجيبلك لسان يا مدموزيل؟وهنا ضجت الفتيات بالضحك على سرعة بداهة النادل! وللحديث بقية في البيت الثالث، بيت الراهبات في جاردن سيتي.