فيسبوك 5 حزيران 2020
فقدت جدتي “حبوس “، وهي في العقد التاسع من عمرها، طقمها السفلي، كُنتُ خريجة جديدة عام ١٩٧٠، وليس لدي خبرة، بعد، في عمل الأطقم، ولم يكن لدي عيادة أصلاً. فتشنا البيت وقلبنا الدنيا ولم نجد الطقم، كانت الأطقم في ذلك الزمان، يمكن قبل ٥٠ عاما من صناعته، يعني في بدايات القرن العشرين، مصنوعة من مادة ” الشيلاك “. إذ لم يكن معروفاً “الأكريل”، الذي نصنع منه الأطقم الآن. أخذتها لعدة أطباء من زملائي ولكن لم ينصحوا بعمل طقم جديد لأن العظم “ذايب”، كما كانوا يقولون، كانت ” النيرة “، كما رأيتها عبارة عن خط دقيق مثل الخط الذي يرسمه الأطفال على شكل قوس على الورق.
تتصل الخالة وتقول لي: “دبرينا يا هدى، جدتك تجوح وتنوح مش عارفة توكل، تريد طقماً جديداً”، وأنا لا أعرف ماذا أفعل، نعود لنفتش في كل مكان ولم نفلح، وأنا أحس بالذنب لعدم قدرتي على حل المسألة التي أصبحت مسؤوليتي! بعد مرور أشهر من المعاناة، وحلول فصل الصيف، رفعت خالتي السجادة في غرفة الجلوس وإذا بالطقم الغالي، عالق في شراشيب السجادة، عم الفرح وزغردت خالتي وانزاح هم عن كاهلي! وقد تذكرتُ حالة ضياع الطقم عندما ضاعت تلبيسة أحد المرضى من موظف المختبر وهو قادم سيراً على الأقدام من المختبر، والمفارقة أن المريض سيغادر بالطائرة بعد ساعتين، مشينا الطريق التي سلكها الشاب ذهاباً إياباً ونحن نبحث عن التلبيسة ” الكراون”، ولم نجدها، عاد صاحب المختبر يبحث عنها يائساً في مختبره، فوجدها تحت الجهاز الذي يستخدمه لتلميعها! وفِي هذا الأسبوع حصل نفس الموضوع، حيث ضاعت تلبيسة الزاركون في المختبر، وقد أمضى ماهر ساعتين وهو يبحث عنها ووجدها أخيراً. وفِي حادثة مضحكة حصلت في بيتنا وأنا صغيرة، تذكرتها الآن، حيث كان والدي يستخدم طقماً، ويضعه ليلاً في كوب الماء فوق طاولة مرتفعة، ينهض شقيقي بسام عطشاناً. يشرب الماء من الكوب وينام، في الصباح يسأل أبي، من “كب “، الماء عن الطقم ليلاً؟ وهنا قفز بسام يصيح وهو في حالة من الفزع قائلاً : يا ويلي شربت ماء الطقم وانفجرنا ضاحكين!