فيسبوك 5 آب 2020
كنا أربع رفيقات في المدرسة، كانت ميَس فنانة شكلا وموضوعاً، تعلّمنا منها كثيراً، تعرفنا على أسماء الفنانين الكبار، فان جوخ وغوغان ورامبرانت وغيرهم من فناني أوروبا.وتعرفنا على أسرتها التي خرج منها الفنان علي الغول، شقيق ميس المبدع. الصديقتان ليلى وجانيت سيأتي دورهما فيما بعد. هذا حصل قبل عقود طويلة، لكن الصداقة ظلت تغني حياتنا مهما تغيّر الزمان والمكان. أصبحتُ فيما بعد من رواد المعارض الفنية، وقد اقتنيت لوحات وأعمال فنية لفنانين أردنيين وسوريين وعراقيين ومصريين موجودة في عيادتي وبيتي.قبل عدة سنوات اتصل الصديق الفنان علي لأحضر لمنزلهم في الرابية، وعندما ذهبت قال لي:سأغلق البيت ” الأتيليه” الذي أستعمله لإنجاز أعمالي الفنية وبيتي لا يتسع لمزيد من الأعمال، لهذا فأنا أهديكِ كل الأعمال الموجودة عندي تتصرفين بها كما تشائين، كذلك كل ما يحتويه من أدوات ودهانات ولوحات مشدودة لم يتسن لي إنجازها. بالنسبة للمناضد والعفش وكل ما يحتويه المرسم وزعيه على المحتاجين بمعرفتك.كان عرضاً سخياً ولم أستطع معرفة سر اختياره لي دون خلق الله لأقوم بهذه المهمة الصعبة. لا أستطيع أن أعتذر عن الثقة التي منحني إياها الصديق علي، وقمت بما طُلب مني بكل أمانة، حيث وزعتُ محتويات البيت على عمال يعملون في شركة مقاولات، وأخذت اللوحات واحتفظت ببعضها، وأهديت بعضها الآخر للأصدقاء والصديقات. الصديق علي الغول يعيش الآن في استراليا، ويتصل بي هو والصديقة سعاد في كل المناسبات، ولن أنسى يوماً هذا الكرم الذي خصني به صديق العمر علي شقيق ميَس التي أغنت حياتي بكل ما هو جميل وغني. للعلم علي وميَس هما أبناء المربي الأول الراحل فايز علي الغول، الذي جمع القصص الشعبي في فلسطين في سلسلة من قصص التراث الجميل.