فيسبوك ٢٨ تشرين ثاني ٢٠٢١
أستغرب كيف يعتقد الحزبيون القدامى الذين خانوا الحزب والمبادئ والرفاق والأصدقاء، أستغرب كيف لا يستحون ويتكلمون عن النضال، ويعملون الآن على الترويج لضرورة وجود أحزاب وحياة سياسية لتغيير المشهد السياسي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي.
لو صمد هؤلاء ولم يخونوا، لما وصلنا إلى ما نحن فيه الآن!
كيف؟
كان هؤلاء من يُسمون أنفسهم ” مناضلين “، سابقين ، خونة للمبادئ، يكتبون التقارير، وينظِّرون أمام الرفاق عكس ما يفعلون.
لو لم تنقسم الأحزاب اليسارية والقومية “والبرامجية”والأحزاب التي تُسمي نفسها ” الأحزاب الوطنية”، وغيرها من الأحزاب بفعل فاعل، ولو لم يطمع هؤلاء “الخونة”، بمراكز اتخاذ القراراستعجالاً واختصاراً لمراحل النضال، والحصول على المراكز والمال والسفر وإرسال العيال لأحسن الجامعات على حساب الشعب، والسكن في بيوت مرفهة والحصول على أحسن الطعام، والدعوات من المتذذين الأوغاد، ولبس الماركات التي كانوا لا يعرفونها.
أقول: لو لم يخونوا ولو لم يبيعوا المبادئ ولو صمدوا كما صمد غيرهم من الشرفاء الذين لا تسمعونبهم، لأنهم سُجنوا أو اعتزلوا أو هاجروا، احتجاجاً على البطش الذي يُمارس ضدهم وضد أولادهم.
ومنهم من فقع ومات وغادر الدنيا مقهورا لما آلت إليه الأمور. وما عانينا مما نعاني منه اليوم.
وقد عشتُ مع شقيقي البعثي الذي اعتزل العمل الحزبي مبكراً، وكنتُ الومه عندما يحتد ويشتم الرفاق من حزبه والأحزاب الأخرى، وأقول له: هذا اختيارك، فيجيب هؤلاء سيكونون أسوأ المسؤولين لأنهم سينتقمون من رفاقهم ليثبتوا ولائهم.
وبعد عقود وما جرى معي مثل ما جرى معه ومع رفاقه من خيانة مدروسة، أصبحتُ مثله، أشتم في سرّي كلما أرى ما يجري في الوطن من ظلم وقوانين يجترحونها لتأديب من لا يؤيدونهم.
بئس ما جرى ويجري، لكننا نحن وكل الرفاق، ” الصامدون”، الذين يعضّون على الجرح، نعيش بضمير مرتاح، وعمل بما يتيسر من أساليب، لقول ما يجب أن يقال في هذا الزمان البائس.