الحظ وتغير الأرقام

الدستور 2011/1/6

إذا تغيّر الرقم، هل تتغير الحظوظ؟ سؤال يلّح علينا في بداية كل عام .. لا أدري لماذا يتفاءل الناس بالأرقام الزوجية، وينفرون من الأرقام الفردية، مع أن رقم عشرة، يعتبر رقم الحظ لكثيرين” على الأقل في لعبة ورق الشدة” فهي العَِشَِرة الطيبة،” التي تجلب الحظ. وإذا سكنت الشين وكسرت العين، فهي العِشْرَة الطيبة، التي تفيد معنى ايجابيا في الحياة. ومع هذا لم تكن الحياة طيبة عندما كنا نعيش تحت وهم الرقم الزوجي “عشرة”.

الأمور ليست صعبة جدا أو معقدة، علينا قراءة حظنا في السنة الماضية، وما كتب عن الكواكب والنجوم التي حددت مصائرنا، ومقارنته بما جرى لنا في الحياة الفعلية، لنحكم

على صدق النبوءات.

يدخل هذا في باب التسالي، وقد حاول كثيرون الابتعاد عن الأجواء المشحونة بالاحتفالات في ليلة رأس السنة، الا أن ما جرى بعد ربع الساعة الأولى في الاسكندرية من تفجيرلكنيسة يذهب اليها الناس من باب التقرب الى الله وحمده وشكره على نعمه، وطلب الرحمة للأيام القادمة، فإذا بعنصر بشري ركبه الشيطان يفجّر نفسه ليحرم العشرات من الحياة، بعضهم قضى ورحمه الخالق، والآخرون يرقدون على أسرة الشفاء، يطلبون الرحمة لأنفسهم، ويعتريهم الخوف من الأيام القادمة.

في مطلع العام ايضا، يختلف الشباب في الجامعات ويخلقون جوا مشحونا يؤدي الى  

مشاجرات تنم عن عدم احساس بالمسؤولية نتيجة فراغ ثقافي وروحي يضخّم توافه الأمور، ويجعل من الذات سببا في الاعتداء على الآخرين، طلبا للإحساس بالأهمية

وعدم التهميش. 

لو كان هناك قضية مركزية وطنية يصطف الشباب حولها ضمن مؤسسات سياسية

تمتص طاقاتهم، وتحولها الى فعل ايجابي، لما جرى ما جرى.

اربعون عاما من التهميش، وتسخيف القضايا الكبرى على أساس أن قضايا الوطن  

لها رجالها، أدت إلى ما نراه من تفاهات تتغذى بالمقاهي والأراجيل والفيس بوك 

والرسائل النصية، أو رسائل النصب والاحتيال واللغة المحكية غير المفهومة كالألغاز.

ماذا تبقى لهم غير العبث، هل ينتج العبث فكرا ورؤيا وقدرة على ضبط النفس ساعة غضب على توافه الأمور؟

ليتهم يدركون أن التربية الوطنية والإحساس بالانتماء للأمة وإتقان اللغة العربية  ، والعمل من أجل وحدتها على أساس تحقق الرفاهة لكل أبنائها، هي الطريق الى  

العمل المؤسسي الجاد الذي يجمع ابن موريتانيا بابن البحرين، وابن اليمن بابن سوريا،

ويسهّل التواصل بين الشباب لاجتراح المعجزات من أجل العمل على تخليص 

الوطن من الاحتلال والقضم ونهب ثرواته من قبل الغيلان المتحالفين مع الشيطان.

هي معادلة اذا تساوت مدخلاتها تساوت مخرجاتها.

اوقفوا الهدر والهذر، واسمحوا للشباب التنفس بحرية، واجعلوا القانون حكما بين الناس، تحصلون على نتيجة أفضل في امتحان ” توجيهي” المسؤول الذي يعقد مرة واحدة في العمر. فإما النجاح وإما السقوط المدوي.                 

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *