فيسبوك 20 حزيران 2020
حضور مهرجان القاهرة السينمائي فرصة جميلة للتعرف على أهم الأفلام في العالم، وقد حصلتُ على أكثر من فرصة للمشاركة في المهرجان عن طريق الصديقة فريدة مرعي، الناقدة السينمائية، ورفيقة الصديق د. حسن حنفي. عام 1985، كان لي حظ لحضور المهرجان ورؤية فيلم إيطالي من بطولة ماستروياني وجاك ليمون.اسم الفيلم ماكاروني ” معكرونة “، وقصة الفيلم تحكي عن مهاجر من نابولي إلى الولايات المتحدة، جاك ليمون، وعودته لنابولي بعد أربعين عاما للعمل مع صديقه القديم مارشيللو ماستروياني.نفهم من سياق الفيلم أن شقيقة ماستروياني كانت صديقة حميمة لجاك ليمون وهو لا يتذكر هذه الصداقة، وتستمر العلاقة مع الصديق للعمل معاً. لا أريد سرد قصة الفيلم بالتفصيل، لكنني أريد أن أتحدث عن الندوة النقدية التي أقيمت بعد العرض بحضور ماستروياني، وحضوري طبعاً! فُتح باب النقاش مع الممثل الإيطالي، وكان نقاشاً ممتعاً بالطبع لوجود نقاد السينما في مصر.شاركت في النقاش لأنني لاحظت أن الفيلم يُرسل رسالة هامة وليس مجرد فيلماً اجتماعياً بقالب كوميدي. سألتُ ماستروياني أنه على الرغم من أن الفيلم ليس سياسياً، وهو فيلم اجتماعي من الدرجة الأولى، إلا أنه يحمل في ثناياه رسالة سياسية. كنتُ قد لاحظتُ أن المشهد الأخير وهو ، مشهد لقاء عائلة ماستروياني بحضور الضيف، جاك ليمون، حول مائدة الطعام،والطعام عبارة عن ماكروني بمناسبة وفاة أحد أفراد الأسرة،أن الحضور ينظرون إلى الطعام بصمت حزين.فجأة ينهض الضيف ويوزع الطعام على أهل الفقيد!قلتُ: هل يعني هذا أن أميركا ستظل المتحكمة بمصير أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية؟أجاب ماستروياني: كل فكرة اجتماعية تحمل في ثناياها قضية سياسية. ولي تعليق أخير أن السينما كانت من أهم وسائل الإعلام للسيطرة على الثقافة في العالم!