فيسبوك 29 آب 2020
أساليب أخرى للبلص يتعرض لها الأطباء من غير المراجعين.
مثلاً، دخل للعيادة رجل وقور يلبس عباءة ويجلس في غرفة الجلوس، يَطلب كأس ماء، ” أيام زمان لم يكن الماء يباع في الدكاكين “، ثم يبدأ يُحدثك عن نفسه وابنه المهندس الذي يعمل في شركة كذا، تهز رأسك وتسأله، تفضل حجي أفحص أسنانك فيجيب، والله يا دكتورة انا حضرت من محافظة كذا وليس لدي أجرة الباص، اقرضيني خمسة دنانير وسيمر ابني ويدفعها لكِ. بعد شهرين يعود نفس الرجل ليعيد نفس القصة. فهو نصاب في ثوب شيخ جليل!
ذات مرة دخل الرجل ملهوفاً، عرفته على الفور، كان من الجنود الذين عملتُ معهم، رحبتُ به، ثم طلب خمسة دنانير لأنه دهس خروفاً في الشارع وطلب منه الراعي خمسة دنانير أو يشتكي عليه!
أنا أكتب النوادر فقط، يدخل رجلاً للعيادة ويده ترتجف وقد بدا لي مسكيناً، طلب مبلغاً فأعطيته، وصادف أن رآه الدكتور كمال الطرزي، وهو جاري في العيادة. فصاح به قائلاً: هذا باب رزق، تشحد عشان تسكر، شتمه وحذّرة من العودة للعيادة، ونبهني د. كمال قائلاً: هذا نصاب، راقبيه وهو يمشي في الشارع، يمثّل أن يده ترتجف.
أما النصب الأكبر فكان من أحد الشباب المحترمين من عائلة أعرف معظم أفرادها، دخل الشاب صباحاً للعيادة وهو يرتجف، طلب قهوة ثم ركع على الأرض أمامي وبدأ في تقبيل كندرتي طالباً الفين وخمسمائة دينار، ذُهلت من تصرفه وطلبت منه أن يشرح لي، فقال أنه سيسجن إذا لم يدفع المبلغ اليوم، وأضاف أنه مستعد لإعطائي شيكاً وكمبيالة وكل ما أطلب إذا أعطيته المبلغ، وسيعيد المبلغ خلال أسبوع. المهم أحضر الكمبيالة وأعطاني شيكاً بالمبلغ أيضاً.
طبعاً مرّ الأسبوع الأول ولم أره، إلا أنه كان يرد على التلفون ويحلف أنه سيدبر المبلغ قريباً.
مرًَ شهران وزرته أكثر من مرة في مكان عمله وهددته بالكمبيالات والشيك. وفِي النهاية عندما أدركتُ أنه لا يستطيع تدبير المبلغ، لجأتُ لشقيقه وشرحت له ما حصل، وعندها قال لي الشقيق: كان يجب أن تأتي لي مباشرة وأعطاني المبلغ وأخذ الشيك والكمبيالة. وفهمتُ أنه مبتلى بالقمار وخسر المبلغ وهددوه بالسجن. أما السرقات التي تعرضتُ لها فلها قصةٌ أخرى!