فيسبوك 15 سبتمبر 2020
يا ليتنا بقينا فلاحين ورعاة وحراثين في أراضينا التي لا تقدّر قيمتها الفعلية بمليارات الدنانير.
هناك من يعيّرنا أننا كنا فلاحين، وأحيانا ” بدو “، للانتقاص من قيمتنا كمواطنين يعيشون على أرضهم التي لم تصلها “الحضارة ” الغربية إلا منذ قرن تقريباً! يا ليتها لم تصل ويا ليتنا بقينا حراثين، نأكل مما نزرعه في أرضنا المعطاءة الخصبة، والتي كانت تُطعم جند روما في الأزمان الغابرة!
يا ويلي علينا الآن، أصبحنا شحادين مديونين ومستعبدين من الصهاينة ومن يشد على أياديهم، الملطخة، بدماء أبنائنا !يعيروننا أننا فتحنا الشوارع وبنينا الجسور وحفرنا الأنفاق لكم، كما قامت على أراضينا الزراعية الخصبة، العمارات والفلل، التي ينعم في سكنها من أتوا بفعل التهجير واستعمار البلاد العربية المجاورة لنا من فلسطين والعراق وسورية، وغيرهم ممن حضروا للاستثمار في المباني والفنادق والمطاعم ذات النجوم الخمسة، التي لا يستطيع أبناء الحراثين ولوجها أبدا!
معادلة غير منصفة لنا، أصبحنا نستورد القمح والبصل والعدس والأعلاف وغيرها من الأغذية التي كنا نزرعها، ونضبت مياهنا بفعل الاستعمار الاستيطاني في فلسطين، وبفعل تزايد عدد السكان لما يعادل، “خمسون”، ضعفاً منذ بدايات القرن الماضي. الآن بعد ما جرى ويجري في العالم، بدأنا نصحو على قيمة الزراعة، بكير..، آمل أن ننسى ما فعلناه ببلدنا ونبدأ باستصلاح ما تبقى من الأراضي الزراعية والبوادي، لنعيد إلى بلدنا تاريخها الزراعي المجيد، ونربي الأغنام ونزرع الأعلاف، لعل وعسى ننقذ ما يمكن إنقاذه.
مناشدة لكل نساء بلدي العظيمات اللواتي بادرنَ في استصلاح الحواكير والأحواش في إربد والبلقاء والكرك والرمثا ومادبا وغيرها من المدن والقرى الأردنية، أن يستمر عملهن المبارك لرفد الأسواق الأردنية، بإنتاجهن الرائع الذي نتذوق حلاوته في الأسواق الموسمية التي تقام في عمان كل عام. حوض نعناع على نافذة يعطي للشاي طعمه اللذيذ، فما بالكم بإنتاج الأراضي المحيطة بالبيوت في القرى والبوادي؟
مهداة للصديق رائد خريسات.