فيسبوك 25 سبتمبر 2020
هكذا طوّلت الغيبة على أم ناهض أيها العاق! زرتها مئات المرات منذ غيابك القسري، وكل مرة أسمع هدير الدم يفور في شرايينها، أحس سخونة الدم ولوعة الفراق، تهمس لي تراويح الفقد والوجد وتقول: ما الفائدة؟ لقد غاب الحبيب، هم لا يدركون اللوعة التي خلفها غيابه، كان إبناً باراً لنا ولأسرته، كان يعبد أسرته الصغيرة بل يقدسها، وكنا ننتظر عودته من السفر لأن الحياة كانت تدب في أرجاء البيت، يهرع الأصدقاء إلى الصالون السياسي، ونهرع نحن إلى المطبخ لتحضير عشاء المحبة، كيف للحياة أن تعود إلى طبيعتها بعد غيابه، تتساءل أم ناهض، الله ينتقم من الذين خطفوه منا. يعتقد القتلة الحقيقيون أننا تشفينا بإعدام القاتل المباشر الذي ضغط الزناد، لا واللهِ، هو ضحية وهو أب وصاحب أسرة ستعاني من غيابه، والقتلة الأصليون الذين حرَّضوا وخططوا لاغتيال ناهض يسرحون ويمرحون ويتمتعون بالحياة التي حرموا إبني منها، لن أسامح ولن أنسى، سأظل أدعوا شرفاء الوطن وكل من قرأ حرفا أو كلمة خطّتها يد الشهيد، أن يدافعوا عن حقنا في الاقتصاص منهم، مهما كانت صفاتهم أو مراكزهم ومهما مرّ من زمن، سنظل نلاحق القتلة، بالكلمة والصوت ونشر الكتب ، والبحث عن الفاعل الحقيقي، نحن لنا حق ولن يموت الحق مهما طال الزمن.تمر الأيام ولا يختفي الحزن والإحساس بالفقد والحرمان! لكِ الله يا أم ناهض، وسيظهر الحق مهما طال الزمان.