لم أحب المزاحمة يوما”، لا على المناصب ولا على الجوائز ولا على الصفوف الأولى!
كنت أتركها بإرادتي للآخرين والاخريات ليتمتعوا بها.
أما إذا صدف واختارني الآخرون لجمعية نقابية أو عضو مجلس في رابطة أو نقابة أو غيرها من المناصب الثانوية، فلا بأس في ذلك، لكنني أشتغل كأنني مسؤولة عن نجاح هذه المؤسسة وحدي.
المزاحمة فيها بعض الانتقاص من الكبرياء، وأنا لا ينقصني شئ لو بقيتُ في الصفوف الخلفية أسمع لمن يُزاحمون ليقولوا
جواهرهم.
المكان الوحيد الذي أحببت المزاحمة فيه هو الكلمة، بمعنى، الكتابة. أحببتُ الكتابة اكثر من الخطابة. فعندي القدرة ، إذا أمسكتُ بالقلم أن أكتب عشرات الصفحات دون أن أشطب كلمة واحدة.
والمكان الثاني الذي أزاحم فيه، وهو ليس مكاناً، الصداقة، فهي بالنسبة لي أهم ما حدث في حياتي منذ عقود،
نعم منذ عقود، وأنا أنعم بوجود الصديقات والأصدقاء الذين أضفوا على حياتي البهجة والحب والأمان.
وهذا لا يعني أنني ألملم الأصدقاء، فهناك من لفظتُهم لأنهم خانوا الأمانة، أمانة الإخلاص للمبدأ الذي التقينا على أساسه.
الحياة موقف، ومن لا موقف محترم لديه فهو في حكم الميت من وجهة نظري.
أرثي لهم وأرثيهم هؤلاء الذين يتمتعون بالأعطيات على حساب الشعب الذي أصبح فقيراً ويائساً، ولا يثق بمن أثروا على حسابه.
وسأروي حادثة مع أحد هؤلاء الذين شطبتهم ومحوتهم بالمحاية، كان أحدهم وآخر معه يصطحبون أخي ليسرحوا للبحث عن جاكيتات ومعاطف من البالة، نعم من البالات.
مرت الأيام وإذ بي أسمع أن سين يشتري بذلة من محل آدم بشارع الرينبو، ثمنها ألف دينار. ولكن على حساب سين آخر،
منذ تلك اللحظة فهمتُ أن فيروس الفساد وصل له، كما وصلت له المناصب فيما بعد!
هل عرفتم لماذا جرثومة المزاحمة تفسد النفس غير المحصنة؟؟