فيسبوك ٢٤ أيار ٢٠٢٢
بالصدفة البحتة ترافق وجود النبتة الفواحة إلى جانب سخان الخبز.
اقتربت لأشم زهرة الجاردينيا، ولم أفلح لأن رائحة الخبز طغت بشكل لافت على رائحة الزهرة. قلت لنفسي: رائحة الخبز أشهى من كل روائح الأزهار والورود والياسمين!
أدركتُ لحظتئذٍ أن الخبز هو السيد ورائحته أهم مليون مرة من كل عطور الدنيا الطبيعية والصناعية.
ماذا يعني أن أتغنى بالخبز في هذا الزمن الذي أصبح رغيف الخبز شحيحًا بسبب تقاعس الدول التي تستهلك الخبز، عن زراعة القمح. لماذا أهمل العربان زراعة القمح الذي كان حتى عقود قريبة أهم ما يجيدون زراعته وحصاده، وقد شگَّل الحَصَاد لغة وتاريخ وأساطير حول الليالي التي كان يقضيها الحصادون وهم يروون قصصاً عن جودة المحصول، وكنتُ أسمع في طفولتي قصصاً حول الحصادين في ربوع البلقاء وجلعاد والبقعة والراس وكل الأراضي التي كانت تجود بإنتاجها، ليكتفي المواطنون بقمحها وشعيرها وعدسها وكل الحبوب التي تنتجها أراضيهم المعطاءة.
هل نصحو بعد أزمة القمح التي تجتاح العالم؟ ونعود لزراعة القمح حتى لا نتسول رغيف الخبز الذي سيصبح قريباً بسعر الذهب!!!!