فيسبوك 18 نيسان 2021
هذا نوع من أنواع الابتلاء مثل التدخين والمشروبات الروحية وغيرها من أنواع الابتلاء.
كان شقيقي الأكبر عندما ينتهي من قراءة الجريدة ينادي، وين الشاي لقد أخذنا جرعة السم!
أقول له لماذا تصر على قراءة السم!
يجيب أبحثُ عن الحقيقة في صفحات الموتي، فهي الصفحات الوحيدة التي تنطق الحقيقة.
ثم أنني أريد أن أتعرف على المتزلفين والسحيجة والكذابين والمرتدين عن المبادئ والسفلة المنحطين الذي داروا ٣٥٠ درجة، ولا يزالون يعتقدون أنهم الشرفاء الذين يريدون خدمة الوطن والمواطن.
نقول له: أنتَ اخترت طريقك وهم اختاروا طريقاً آخر يخدم مصالحهم، يحتد ويجيب، هؤلاء هم الذين سيهدمون الوطن فلن تقوم لنا قائمة إذا كان هؤلاء هم من يضعون لنا القوانين ويحكموننا بأدواتهم الفاسدة.
الغريب في الأمر أنه كان يعرفهم بالإسم ويعرف تاريخهم وتاريخ أبائهم وأجدادهم. ويبدو أن هذا شأن الذين مارسوا العمل الحزبي في خمسينات وستينات القرن الماضي.
مرّت الأيام وإذا بي أصبح مثله، أقرأ الصحف على النت صباحاً وأرتوي من السموم المبثوثة في أرجائها، وأقرأ صفحات الأموات، وأترحم على أخي وعليهم.
أشرب الشاي المغلي مثل مزاجي الذي يغلي على قراءة المقالات التي يدبجها أفراد، ومعظمهم ليسوا كتاباً، لأنهم يكتبون عن الحدث الذي حصل بالأمس دون تحليل أو معرفة أو أصول بفن كتابة المقال!والمحترفون منهم، وهم قلة، يعرفون كيف يدسون السم بحليب الأطفال وعقول اليافعين، لكنَّ من مثلي يرغب لو يستطيع أن يواجههم ويجرعهم السم نفسه الذي يُحبِّرون منه مقالاتهم ذات الدسم المصنع في المزابل.
وأعجبني الصديق على الفيسبوك د. يوسف ربابعة عندما كتب، “من لا تستطيع أن تنتقده لا يجوز أن تمتدحه”. وهكذا أتابع الذين انحرفوا واستداروا واغتنوا بحجة حماية الوطن، من الذين صمدوا أمام إغراءات السقوط المدوي الذي يعتبرونه بعبقريتهم الفذة، ذكاء ومحاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه من مغامرات الأوفياء للمبادئ.