قد نختلف في تعريف مفهوم النضال، فهناك من يعتبر النضال في مجال السياسة فقط، ولا بد من تعريف شامل مانع لمفهوم النضال. لكني أعتبر نفسي مناضلة… بالقلم أولا، هذا ما أرغب في أن يعرفني من يقرأ مدونتي وكتبي ومقالاتي.
في كتابي ” ما يشبه النضال “، الصادر عام 2016 عن دار الآن ناشرون، أحببت أن أقول أن ما قدمته في حياتي، يشبه النضال في مجالات عدة، ناضلت بالقلم وفي الطب وفي العمل النقابي وفي السياسة وفي الحياة الاجتماعية والثقافية والإنسانية والأسرية. وقد أدعي أنني ناضلت بكل ما أختزنه من حب للحياة لأحتفظ بصديقات العمر قريبات مني حتى لو ابتعدن في المكان. وكذلك استطعت أن أكوّن صداقات عميقة مع رفاق السلاح الأول، القلم، من الأصدقاء والصديقات الذين أنعم بالحوار والدفء وتبادل المعرفة في شؤون الثقافة وقضايانا التي تهم الوطن وشؤونه وشجونه.
ما أحبه أيضا حياتي الأسرية التي تمنحني الأمان والحب والمودة، جيش من الأحبة من الأهل وأحفاد أمي وأبي الذين لا أبدلهم بكنوز الدنيا، فهم كنزي الذي أخبئه بكل حرص ومودة لا تنضب.
فتشت عن معنى النضال بالقواميس:
ناضل عن، ناضل من يناضل، مناضلة ونضال ونضالا فهو مناضل.
ناضل عنه، حامى عنه ودافع، وناضل عن أفكاره.
ناضلت الشعوب المستعمرة عن بلادها عسكرياً وسياسياً.
إنه في نضال دائم عن العدالة المطلقة.
عملت تقريباً في معظم مجالات الحياة، أنا طبيبة وكاتبة ونقابية وسياسية اختارت أن تناهض وتناضل ضد العدو الصهيوني الذي يحتل وطننا هناك في فلسطين، وهنا في الأردن يحتل العدو إرادتنا.
عملت على مدى عقدين على إصدار 51 نشرة “المجابهة”، وهي نشرة غير دورية، صدرت بعد توقيع اتفاقية وادي عربة عام 1994.
وأعتقد أن معظم أدبيات مقاومة التطبيع موجودة في النشرة. كنت عضو لجان مناهضة التطبيع في نقابة أطباء الأسنان والنقابات المهنية واللجنة التنفيذية للمجابهة وحماية الوطن، وهي الإطار الرسمي لإئتلاف أحزاب المعارضة والنقابات المهنية والقوى الوطنية المقاومة للعدو الصهيوني. وكنت أجمع المعلومات وأحررها من أكثر من مصدر، أختصرها وتطبعها السكرتيرة على الكمبيوتر الشخصي بحيث تصبح فقرات غنية بالمعلومات من مصادر موثوقة وصالحة للقراءة.
عملت وحدي في معظم الأحيان، بعد الطباعة نسحب الورق ثم نقصة ونلصق المواد المطبوعة على طبق ورق A 3، نعمل ماكيت، ثم نصور الماكيت بواقع ألف نسخة للعدد الواحد في شركة مقاولات تبرعت بالورق. ثم نبدأ بالتوزيع في مجمع النقابات المهنية ومقرات الأحزاب.
قضيت أكثر من عقد ونصف وأنا أقوم بهذا العمل دون كلل أو ملل. هذا الفصل موجود بالتفصيل في كتابي “ما يشبه النضال”.
حضرتُ مئات الاجتماعات، وكنت نائباً لرئيس اللجنة التنفيذية للمجابهة. لهذا أقول كنت مسلحة بالقلم، وكم كنت أفرح عندما يصدر عدد جديد.
هل أستحق لقب مناضلة أم شبه مناضلة، لا يهم.. ما يهمني أنني راضية عن نفسي ومؤمنة بما كنت أقوم به.
لعلني أكون قد قدمت حرفاً واحداً في مسيرة النضال ضد عدونا الأزلي الذي يحتل الأرض ويسيطر على القرار السياسي في الإقليم.