سيرتي

حياتي على مدى عقود

لو زرتم مدينة السلط في محافظة البلقاء، ستدُهشون من موقعها، كما حصل معي عندما عدت’ إلى مدينتي التي وُلدت بها قبل سبعة عقود ونيف.

عدتُ إلى مدينتي عندما كان عمري أربعة عشر عاماً عام ١٩٥٩، ركبت الباص إلى السلط، وعندما واجهتني المدينة على تلك التلة الباسقة، دُهشتُ، واكتشفتُ أن مدينتي تتسلق الربى لتصل إلى حيث السماء، تطلُ عليها وتلمس أسطح بيوتاتها، البيوت معلقة على سفح الجبل وتزين أبوابها ونوافذها الأقواس، والأزهار تتدلى من الشرفات.

سرتُ في الشارع الرئيسي ووصلتُ إلى الدخلة التي يجب أن أمرّ منها صعوداً إلى دار جدي في “الحارة”، مررتُ بين الكنيسة والجامع ومشيتُ على طريق ترابية، ثم صعدتُ أدراجاً لأصل إلى دار فلاحية يُقدّر تاريخ بنائها في النصف الثاني من القرن التاسع عشر.

أدركتُ لحظتئذ أنني أنتمي إلى هنا، وسأظلُ أذكرُ هذه الرحلة كأجمل ما مرّ في حياتي، وعندما خضتُ الانتخابات النيابية عام 1989 عن محافظة البلقاء، أحسستُ بكل التفاصيل في الدّور التي زرتها وأحببت كل الناس الذين استقبلوني بترحاب ومحبة.

بنت السلط العريقة تعلمت في مدارس عمان الحكومية، وتخرجت في كلية الملكة زين / جبل عمان.

 ثم درستُ طب الأسنان في مصر لمدة خمسة أعوام في جامعة القاهرة من عام ١٩٦٤ -١٩٦٩.

عدتُ إلى عمان لأعمل في جيش التحرير الفلسطيني لمدة عامين، ثم أسستُ عيادتي الخاصة في شارع الأمير محمد في وسط البلد عام 1971.

بعد مرور السنوات اكتشفت أن هناك فراغاً في حياتي لا يملؤه إلا الكتابة. وهكذا بدأت رحلتي مع الكتابة للأطفال حيث كتبت لهم كتباً تثقيفية في مجال تخصصي.

واستمرتْ رحلتي مع الكتابة إلى أن كتبتُ قصتي مع الحياة في كتاب أسميته ” ما يشبه النضال”، وهو كتاب أروي من خلاله قصة حياتي في العمل المهني والنقابي والسياسي، وعملي في رابطة الكتاب الأردنيين كأمينة للسر لدورتين متتاليتين 2007-2011.

سأعرفكم على عناوين كتبي ومقالاتي والمقابلات التي أجريت معي على صفحات المدونة.

هذه المدونة مُشرّعة أبوابها للصديقات والأصدقاء والأهل لكتابة ما يرغبون بكتابته عن الحياة وحلاوتها وصعوباتها وكل ما يمرّ بخواطرهم عن علاقاتنا وصداقاتنا.

تعالوا معي لنفتح صفحات المدونة لنرَ ما جاد به الزمن علينا من لحظات سعادة، ونفحات حب، وعلاقات إنسانية، وصداقات، وأفعال وأقوال، وعمل منتج وانتماء للأسرة والأصدقاء والوطن وغيرها من صعوبات الحياة ومشاكلها.

حياة صاحبة المدونة امتدت منذ عام 1945 حتى الآن.

ماذا سيأتي بعد! فأنا لا أدري وأنتم لا تدرون، لكنني أراهن أن أظل أكتب حتى يقع القلم من يدي أو ينضب النبض. أيهما أسبق!