فيسبوك 14 تموز 2020
عندما تُغلق الأبواب في بيت الطالبات الساعة 30, 9مساءً، نبدأ في فتح الكتب الضخمة للمذاكرة، أقصد الدراسة. لا نتحمل أكثر من ساعة وتبدأ الثرثرة والبحث في الثلاجة عن طعام أو شراب. وكثيراً ما تسطو الزميلات على ما هو ليس لهن، ولكن غالباً ما يتسامحن على هذا السطو البرئ!هناك من تمل سريعا وتذهب للنوم وتوصي أن نحاول إفاقتها بعد ساعة أو ساعتين، ولكن كانت هذه من أصعب المهمات. كانت إحداهن تطلب مني أن أحاول معها ولكنها تصر على أن تظل نائمة، أحاول التربيت على خدها ثم اقترب من أذنها وأقول لها: مرت ساعة يللا اصحي، لكنها تحاول إبعادي بعنف، وأحياناً نستخدم رش الماء ولكن دون جدوى! كانت مهمة صعبة ومزعجة، وأتركها لمصيرها وأذهب لأنام لأصحو مبكراً. ما هو غريب في سلوك بعض الطالبات هو أننا نكشف الجزء المخفي من سلوكنا. هناك ظاهرة عجيبة غريبة عند بعضهن، إذ كنّ يظهرن في الجامعة وأمام الزملاء بمنتهى الرقة واللطف والحلاوة، ولكننا نكتشف في السكن، أنهن لسن كذلك، تمثيل الدور الأنثوي المسالم كان يلفت نظري، ولكن ليس باليد حيلة، وليس لدي الحق في كشف المستور وأخرس. والغريب أن هذا السلوك يمرّ على الزملاء ببساطة، ويصدقون ما يشاهدون. على العموم هي مدرسة من مدارس الحياة التي عشناها، وأتذكر القصة التي كانت ترددها أمي عن المرأة التي كانت تأكل على خرم الإبرة أمام زوجها، وبعد أن يغادر الدار تشعل النار وتبدأ في شواء الدجاج والبيض وخبز أرغفة الطابون. وعندما اكتشف الحيلة يوما ما، كان قد فات الفوت وخسرت الرهان. هذا الذي أكتبه ليس نميمة على الزميلات في بيت الطالبات، لكنه موجود في كل مكان بين الفتيات والشباب أيضاً، ولا أعمم.لكن حياتنا كانت ًحلوة وبهيجة مع الصديقات والأصدقاء في الكلية، كنا حوالي دزينة أي اثنا عشر رفيقاً ورفيقة، نلتقي ونرتب رحلات خارج القاهرة مثل القناطر الخيرية غيرها. سامي ونللي وهند وهدى من الأردن ، يحي وحمزة من لبنان ، نيللي ومنير ونادية ومحمد من مصر، وأحيانا ينضم الينا بعض الرفاق والرفيقات ولكن ليس بشكل دائم. كنا نلعب الكوتشينة في أوقات الفراغ، لعبة اسمها ” استيميشن”، وكان لنا أصدقاء آخرين في الكلية يحضرون من الأرياف الفطير المشلتت نأكله مع العسل الأسود والجبنة في كافتيريا الكلية. ولا أزال أتذكر كيف هجمنا على الفطير وأكلناه بشهية.