فيسبوك ١٩ كانون الثاني ٢٠٢٢
سألتني شقيقتي التي تصغرني بست سنوات، هل تعرفين كيف كان الطقس في السلط قبل ٧٧ عاماً، أجبتها لم أسأل أمي، لكنني كنت أسمعهم يرددون أن الدنيا كوانين، يعني المطر والبرد والثلج قد تكون مصاحبة ليوم مولدي في كانون الثاني.
لا يهم الآن.. المهم أنني صمدتُ وعشتُ هذه العقود الطويلة، وها أنا أرشف قطرات الربع الأخير من سنوات عمري!
قررتُ قبل عامين تدوين انطباعاتي بعد ثلاثة أرباع القرن من حياتي وما مرَّ بي من أحداث وقصص، سجّلتُ معظمها في
كتابي ” ما يُشبه النضال” ، ولا يزال في جعبتي ما يستحق أن يُسجل.
وقد كتبتُ حتى الآن أكثر من تسعين نصاً حول ما يمر بي من أحداث ومشاعر تعتريني في لحظات الفرح والحزن، خصوصاً، بعد مهاجمة الفيروس للبشر وخسارة عدد كبير من الأقرباء والأصدقاء والمعارف.
كما أثّر هذا الوباء على حياتنا وحرمنا من العمل والنشاط الروتيني ولقاء الأصدقاء والصديقات.
نعيش هذه الأيام بقدر محسوب من الحركة، نشارك في أقل عدد من النشاطات، نتابع نشرات الأخبار، ونطّلع على ما تجود به وسائل التواصل الاجتماعي بحسناتها القليلة وكذبها وفبركتها للأخبار والإشاعات وغير ذلك من ما لا نرغب في معرفته!
القراءة إحدى الوسائل للمعرفة والتسلية وتمرير الوقت، لكن الفراغ لا يُشجع على القراءة الجادة كما تعودنا.
التغيير الذي نعيشه غير مألوف وغير محبب، فقد سمعنا كلمة “كوفيد”، ملايين المرات، ووصلنا لمرحلة الملل من سماع أعداد المصابين في العالم. والأدهى أننا لا نملك أن نساهم في التخفيف من هذا الهجوم للفيروس إلا بحماية الذات، وهذا يعني الانعزال. وهو موت بطيء فُرض علينا.
ومع هذا لا نزال نأمل بأن يغور هذا الاجتياح لعالمنا من كائن غير مرئي، ولا ندري حتى الساعة هل ما جرى قدر أم بفعل فاعل!
سأتابع كتابة نصوصي حول الربع الأخير للكأس التي أرشف منها كل عام قطرات، ولن أعرف أبداً، متى يمتلئ كأسي، وهل سيمتلئ أصلاً!